كتاب الحلولية ووحدة الوجود المكتبة التجريبية

كتاب الحلولية ووحدة الوجود

أصدرت الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب الدكتور عبد الوهاب المسيري "الحلوليّة ووحدة الوجود" وذلك بعد ما يُقارب العقد من وفاته. يعتبر المسيري أن الحلولية مدخل تحليلي مهم لفهم الفلسفات والعقائد التي تهمّش الفارق بين المتجاوز والغيبي من جهة والتجسّد والمادة من جهة أخرى، وهي عملية تحوّل تدريجي تبلغ مداها بـ "وحدة الوجود" التي تقوم بتصفية الثنائية المميزة للوجود الإنساني، وتلغي المسافة بين الخالق والمخلوق، وتختزل الإنسان في بُعد واحد. وهو المدخل الذي اعتمد عليه المسيري في نقد الحداثة الغربية التي أعلنت "موت الإله"، وادّعت أنها تتمركز حول الإنسان فيما هي في حقيقتها تتمركز حول المادة - الطبيعة، وهو ما يُمثّل التمظهر الأبرز للعلمانية الشاملة بما تحمله من فصل لكل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية عن الدولة وعن حياة الإنسان في جانبيها العام والخاص، ويحوّله إلى مادة استعمالية يتمّ توظيفها لصالح الأقوى. في هذا الكتاب، بذل المسيري جهدًا كبيرًا في رصد تطور الفكر الإنساني، ووجد صِيَغًا عديدةً مثّلت حالة التماهي بين الإنسان والإله وبين الإنسان والمادة، من الهرمسية القديمة، مرورًا بالتصوُّف الغنوصي في التراث الإسلامي، وحتى التجلّيات الحلولية في الحداثة الغربية. تقول الدكتورة هبة رؤوف عن هذا الكتاب: إن قراءته لازمة للمتخصصين والمهتمين بالعلوم الاجتماعية كلها بفروعها وحقولها، وللباحثين في الفلسفة واللغة والأدب والأديان المقارنة والعلوم الشرعية على تنوُّعها؛ إذ إن تجلّيات الحلولية تُعين على وعي مختلف وجديد بمسارات تاريخ الأيديولوجيات والمذاهب والأديان وواقعها، وتمسّ كل جوانب الحياة الإنسانية، وتحتاج إلى فهم دقيق وفقه عميق ينبني عليه: دقة في التوصيف، وحكمة في التكييف، وعدلٌ في الحكم، واجتهاد في حفظ الإنسانية. في عالمنا المعولم ما بعد الحداثي، الذي يهجم بضراوة على كل ما يجعل الإنسان إنساناً، عبر موجات عاتية من المادية الاستهلاكية، التي تدمّر البيئة، وتحول الإنسان إلى وسيلة، وتستعبد الأمم والمجتمعات عبر ثقافة مادية شاملة، تسعى إلى جعل العالم كله سوقاً كبيرة، تتسع لجشع الإمبريالية الغربية وأسواقها وشركاتها التي لا تشبع، نحتاج إلى مناهج تفسيرية قادرة على كشف طبيعة هذا العالم، وكيفية التعامل معه، تستمد من تقاليدنا الحضارية، وتستفيد من الرؤى الإنسانية المختلفة. ومن هنا، حاجتنا إلى فكر عبد الوهاب المسيري، الذي نذر عمره للدفاع عن الإنسان، ضد المادية الغربية، ومركزيتها المفرطة التي شوهت الإنسان، واستعبدته، ودمرت وشردت شعوباً، لتؤسس مجدها، وتراكم ثروتها. فقد أدرك المسيري، بعد رحلة طويلة مع الفكر الغربي، أن هناك حاجة ترقى إلى مرتبة الضرورة، لتطوير نماذج تحليلية للتعامل مع النموذج الحضاري الغربي. والدفاع عن الإنسان ضد طغيان المادية التي غزت كل جوانب الحياة، اقتناعاً منه بفشل النموذج المادي في تفسير ظاهرة الإنسان، وإدراك لأهمية البعد الديني في حياة الإنسان.[1] يحلل المسيري، في محاور الكتاب التسعة، الحلولية ووحدة الوجود، في علاقتهما برؤية الكون والنظرة للإنسان والإله، وعلاقتهما باللغة والمجاز، وبالعلمانية والاستهلاكية والإباحية، والحرفية والأصولية في تفسير النصوص. الحلولية والعلمانية في فكر المسيري تعدّ كلا من الحلولية والعلمانية الشاملة، النموذجين الأساسيين في كتابات المسيري، بعد أن رفض الموضوعية المتلقية، وتبنى تصوراً للعقل، بحسبانه كياناً توليدياً، وللنموذج بحسبانه أداة تحليلية مناسبة[2]، وهو يحاول في هذا الكتاب، بيان كيف أنبتت شجرة الحلولية المادية، العلمانية الشاملة وما بعد الحداثة، بسيولتها التي لا حد لها ولا قعر. مفهوم الحلول بداية ينبهنا المؤلف، في تمهيد الكتاب، أن هناك عددا من المصطلحات، تستخدم للإشارة إلى مفهوم الحلول، من أهمها: الحلولية، وحدة الوجود، الكمون، الباطن أو الباطنية، المحايثة، الاتحاد، الفناء، الفيضية، التجسد، المبدأ الحيوي، إسقاط الصفات الإنسانية على كل الكائنات، الماكروكوزم (الكون الأكبر) والمايكروكوزم (الكون الأصغر، أي الإنسان). وأن الحقل الدلالي لكل هذه المصطلحات، يفترض أن التنوع والثنائيات (خالق/مخلوق، مطلق/ نسبي. إلخ)، هي أمور تنتمي إلى عالم الظاهر، وما يحدث أن طرفي الثنائية يتصلان ثم يمتزجان، ويفنى أحدهما في الآخر ويذوب، حتى يكونا كلاًّ واحداً عضوياً، لدرجة يستحيل معها التمييز بينهما، فيختفي الحيز الإنساني، ثم الحيز الطبيعي (الناجمان عن انفصال الخالق عن المخلوق)، ويظهر في العالم جوهر واحد فيصبح عالماً واحدياً، ليدخل بنا بعدها إلى عالم الحلولية ووحدة الوجود، باعتبارهما الأكثر شيوعاً للحقل الدلالي الذي تصفه كل هذه المصطلحات. (ص ص 23-24) ما الحلولية؟ مفهوم الحلولية، يشير، كما يوضح المؤلف، إلى أن الإله والعالم ممتزجان، وأنه هو والقوة الداخلية الفاعلة في العالم (الدافعة للمادة الكامنة فيها) شيء واحد، وأن هناك جوهراً واحداً في الكون، وهو الأمر الذي يسم المذاهب الحلولية، بالواحدية الصارمة، وإنكار الثنائيات الفضفاضة التكاملية، والسقوط في الثنائيات الصلبة، أو الاثنينية، وإنكار الحيز الإنساني. (ص ص 25-26) وحدة الوجود: ثمرة الحلولية تشير "وحدة الوجود" التي هي ثمرة الحلولية ونتيجتها النهائية، -كما يقول المؤلف-، إلى أن كل الموجودات هي "الإله"، وأن "الإله" هو كل الموجودات، وهما حقيقة واحدة، وهي نوعان: ا-وحدة الوجود الجزئية: والتي تنجم عن تجسيد المبدأ الواحد في: شعب، أو أرض، أو شخص بعينه، يصبح مركز القداسة ويستبعد بقية الموجودات، ومن هنا تولد الثنائية الصلبة. ب-وحدة الوجود الكونية: والتي تظهر حينما يتسع نطاق وحدة الوجود، ويحل المبدأ الواحد في كل الموجودات، وتظهر الحلولية السائلة الشاملة. (ص 98) بين رؤيتين للعالم تدور معظم رؤى العالم، كما يعتقد المؤلف، حول عنصرين اثنين: الإله من جهة، والإنسان والطبيعة؛ أي العالم من جهة أخرى. والاختلاف بين المنظومتين، يرتكز على الاختلاف بين رؤيتين للإله، تتفرعان إلى إجابات متضادة عن علاقته بالإنسان وبالعالم، وكيفية تواصله مع المخلوقات. ويمكن القول، إن الركيزة الأساسية في كل من المنظومتين، هي تصورهما لطبيعة الإله، وعلاقته بالإنسان والطبيعة. (ص 54) وينتج عنهما، إجابتان للإشكاليات التي تواجه الإنسان: 1- الإجابة الحلولية الكمونية الواحدية التي تدور في إطار المرجعية الكامنة، وهي الإجابة الإلحادية. 2- الإجابة التوحيدية، التي تدور في إطار المرجعية المتجاوزة، وهي الإجابة الإيمانية. أولاً: الرؤية الحلولية الكمونية مذهب الحلول أو الكمون (أو الحلولية الكمونية الواحدية، أو وحدة الوجود)، هو المذهب القائل بأن الإله والعالم (الإنسان والطبيعة) مكون من جوهر واحد، ومن ثم فهو عالم متماسك بشكل عضوي مصمت، لا تتخلّله أية ثغرات، ولا يعرف الانقطاع، ويتسم بالواحدية الصارمة، ويمكن ردّ كل الظواهر فيه، مهما بلغ تنوعها وانعدام تجانسها، إلى مبدأ واحد كامن في العالم، هو مصدر وحدة الكون وتماسكه ومصدر حياته وحيويته، وهو القوة الدافعة له الكامنة فيه، ويمكن تفسير كل شيء من خلاله. (ص 43-44) فلم يعد الإله في مقابل الكون، وإنما أصبح هو الكون، ولم يعد الإنسان في مقابل الطبيعة؛ إذ أصبح الإنسان والطبيعة شيئاً واحداً، مهما اختلف الاسم. (ص ص 53-54) وفي هذا المذهب، تبدأ المسافة بين الإنسان والإله بالتناقص، إلى أن تلاشى تماماً، حتى تصل إلى مرحلة وحدة الوجود، من خلال متتالية زمنية تبدأ ب: حلول الإله في العالم دون امتزاج تام، ثم مرحلة شبه اختفاء المسافة بين الإله والعالم- وأخيراً، مرحلة وحدة الوجود والحلولية الكمونية الواحدية، فيتوحد الإله بالمادة تماما، ولا توجد مسافة البتة. (ص 51-53) الحلولية الصلبة والحلولية السائلة يعتقد المؤلف أن الحلولية في الحضارة الغربية، مرت بمرحلتين: الأولى: مرحلة الفكر الإنساني الهيوماني، التي تعبر عن الحلولية الصلبة، والتي تترجم نفسها إلى ثنائية الإنسان/الطبيعة؛ إذ يصبح الإنسان موضع الحلول والكمون، وتجسيداً للمبدأ الواحد. ولكن ما يحدث في واقع الأمر أن الإنسان الغربي، هو الذي يصبح موضع الحلول والكمون، في مقابل بقية البشر والطبيعة. لذلك، فقد ارتبط الفكر الإنساني الهيوماني بالمرحلة الإمبريالية في الحضارة الغربية، وإن كان هذا الارتباط في تصوره ارتباطاً تزامنيا عرضياً. وقد ظلت هذه المرحلة حتى نهاية القرن التاسع عشر. والثانية: الحلولية الكمونية الشاملة السائلة، التي بدأت تؤكد نفسها منذ ظهور نتشه، وهو يعتقد، أنه منذ ستينيات القرن العشرين، مع حركة الحب المرسل، وتصاعد معدلات الاستهلاكية، والنسبية الأخلاقية والمعرفية، بدأ ظهور الإنسان الجسدي، وبدأت تسود الحلولية الكمونية السائلة المادية، التي تترجم نفسها بالدرجة الأولى، إلى هجوم على المركز، أي مركز، وإلى فكر ما بعد الحداثة. (ص ص 89-90). وهو يعتبر، أن الهيجلية، هي أكثر الصيغ الحلولية الكمونية شمولاً. (ص 144-146)
عبد الوهاب المسيري - مفكر وعالم اجتماع مصري مسلم، وهو مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين. الذي استطاع من خلالها برأي البعض إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، مستخدماً ما طوره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج التفسيرية، أما برأي البعض الآخر فقد كانت رؤيته في موسوعته متحيزة لليهود، ومتعاطفة إلى حد كبير مع مواقفهم تجاه غير اليهود، بل وصفها البعض بأنها تدافع عن اليهود. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ اليد الخفية - دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية ❝ ❞ العلمانيه تحت المجهر ❝ ❞ من هو اليهودي ❝ ❞ العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة - المجلد الاول ❝ ❞ موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ❝ ❞ اغنيات الى الاشياء الجميله ❝ ❞ العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة - المجلد الثانى ❝ ❞ البروتوكولات واليهودية والصهيونية ❝ ❞ رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار المعارف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ❝ ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار الفكر العربي بمصر ❝ ❞ دار الفكر المعاصر ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ الشبكة العربية للأبحاث والنشر ❝ ❞ تنوير للنشر والإعلام ❝ ❱
من الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.

وصف الكتاب : أصدرت الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب الدكتور عبد الوهاب المسيري "الحلوليّة ووحدة الوجود" وذلك بعد ما يُقارب العقد من وفاته.
يعتبر المسيري أن الحلولية مدخل تحليلي مهم لفهم الفلسفات والعقائد التي تهمّش الفارق بين المتجاوز والغيبي من جهة والتجسّد والمادة من جهة أخرى، وهي عملية تحوّل تدريجي تبلغ مداها بـ "وحدة الوجود" التي تقوم بتصفية الثنائية المميزة للوجود الإنساني، وتلغي المسافة بين الخالق والمخلوق، وتختزل الإنسان في بُعد واحد.

وهو المدخل الذي اعتمد عليه المسيري في نقد الحداثة الغربية التي أعلنت "موت الإله"، وادّعت أنها تتمركز حول الإنسان فيما هي في حقيقتها تتمركز حول المادة - الطبيعة، وهو ما يُمثّل التمظهر الأبرز للعلمانية الشاملة بما تحمله من فصل لكل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية عن الدولة وعن حياة الإنسان في جانبيها العام والخاص، ويحوّله إلى مادة استعمالية يتمّ توظيفها لصالح الأقوى.

في هذا الكتاب، بذل المسيري جهدًا كبيرًا في رصد تطور الفكر الإنساني، ووجد صِيَغًا عديدةً مثّلت حالة التماهي بين الإنسان والإله وبين الإنسان والمادة، من الهرمسية القديمة، مرورًا بالتصوُّف الغنوصي في التراث الإسلامي، وحتى التجلّيات الحلولية في الحداثة الغربية.

تقول الدكتورة هبة رؤوف عن هذا الكتاب: إن قراءته لازمة للمتخصصين والمهتمين بالعلوم الاجتماعية كلها بفروعها وحقولها، وللباحثين في الفلسفة واللغة والأدب والأديان المقارنة والعلوم الشرعية على تنوُّعها؛ إذ إن تجلّيات الحلولية تُعين على وعي مختلف وجديد بمسارات تاريخ الأيديولوجيات والمذاهب والأديان وواقعها، وتمسّ كل جوانب الحياة الإنسانية، وتحتاج إلى فهم دقيق وفقه عميق ينبني عليه: دقة في التوصيف، وحكمة في التكييف، وعدلٌ في الحكم، واجتهاد في حفظ الإنسانية.

في عالمنا المعولم ما بعد الحداثي، الذي يهجم بضراوة على كل ما يجعل الإنسان إنساناً، عبر موجات عاتية من المادية الاستهلاكية، التي تدمّر البيئة، وتحول الإنسان إلى وسيلة، وتستعبد الأمم والمجتمعات عبر ثقافة مادية شاملة، تسعى إلى جعل العالم كله سوقاً كبيرة، تتسع لجشع الإمبريالية الغربية وأسواقها وشركاتها التي لا تشبع، نحتاج إلى مناهج تفسيرية قادرة على كشف طبيعة هذا العالم، وكيفية التعامل معه، تستمد من تقاليدنا الحضارية، وتستفيد من الرؤى الإنسانية المختلفة.

ومن هنا، حاجتنا إلى فكر عبد الوهاب المسيري، الذي نذر عمره للدفاع عن الإنسان، ضد المادية الغربية، ومركزيتها المفرطة التي شوهت الإنسان، واستعبدته، ودمرت وشردت شعوباً، لتؤسس مجدها، وتراكم ثروتها. فقد أدرك المسيري، بعد رحلة طويلة مع الفكر الغربي، أن هناك حاجة ترقى إلى مرتبة الضرورة، لتطوير نماذج تحليلية للتعامل مع النموذج الحضاري الغربي. والدفاع عن الإنسان ضد طغيان المادية التي غزت كل جوانب الحياة، اقتناعاً منه بفشل النموذج المادي في تفسير ظاهرة الإنسان، وإدراك لأهمية البعد الديني في حياة الإنسان.[1]

يحلل المسيري، في محاور الكتاب التسعة، الحلولية ووحدة الوجود، في علاقتهما برؤية الكون والنظرة للإنسان والإله، وعلاقتهما باللغة والمجاز، وبالعلمانية والاستهلاكية والإباحية، والحرفية والأصولية في تفسير النصوص.

الحلولية والعلمانية في فكر المسيري

تعدّ كلا من الحلولية والعلمانية الشاملة، النموذجين الأساسيين في كتابات المسيري، بعد أن رفض الموضوعية المتلقية، وتبنى تصوراً للعقل، بحسبانه كياناً توليدياً، وللنموذج بحسبانه أداة تحليلية مناسبة[2]، وهو يحاول في هذا الكتاب، بيان كيف أنبتت شجرة الحلولية المادية، العلمانية الشاملة وما بعد الحداثة، بسيولتها التي لا حد لها ولا قعر.

مفهوم الحلول

بداية ينبهنا المؤلف، في تمهيد الكتاب، أن هناك عددا من المصطلحات، تستخدم للإشارة إلى مفهوم الحلول، من أهمها: الحلولية، وحدة الوجود، الكمون، الباطن أو الباطنية، المحايثة، الاتحاد، الفناء، الفيضية، التجسد، المبدأ الحيوي، إسقاط الصفات الإنسانية على كل الكائنات، الماكروكوزم (الكون الأكبر) والمايكروكوزم (الكون الأصغر، أي الإنسان).

وأن الحقل الدلالي لكل هذه المصطلحات، يفترض أن التنوع والثنائيات (خالق/مخلوق، مطلق/ نسبي. إلخ)، هي أمور تنتمي إلى عالم الظاهر، وما يحدث أن طرفي الثنائية يتصلان ثم يمتزجان، ويفنى أحدهما في الآخر ويذوب، حتى يكونا كلاًّ واحداً عضوياً، لدرجة يستحيل معها التمييز بينهما، فيختفي الحيز الإنساني، ثم الحيز الطبيعي (الناجمان عن انفصال الخالق عن المخلوق)، ويظهر في العالم جوهر واحد فيصبح عالماً واحدياً، ليدخل بنا بعدها إلى عالم الحلولية ووحدة الوجود، باعتبارهما الأكثر شيوعاً للحقل الدلالي الذي تصفه كل هذه المصطلحات. (ص ص 23-24)

ما الحلولية؟

مفهوم الحلولية، يشير، كما يوضح المؤلف، إلى أن الإله والعالم ممتزجان، وأنه هو والقوة الداخلية الفاعلة في العالم (الدافعة للمادة الكامنة فيها) شيء واحد، وأن هناك جوهراً واحداً في الكون، وهو الأمر الذي يسم المذاهب الحلولية، بالواحدية الصارمة، وإنكار الثنائيات الفضفاضة التكاملية، والسقوط في الثنائيات الصلبة، أو الاثنينية، وإنكار الحيز الإنساني. (ص ص 25-26)

وحدة الوجود: ثمرة الحلولية

تشير "وحدة الوجود" التي هي ثمرة الحلولية ونتيجتها النهائية، -كما يقول المؤلف-، إلى أن كل الموجودات هي "الإله"، وأن "الإله" هو كل الموجودات، وهما حقيقة واحدة، وهي نوعان:

ا-وحدة الوجود الجزئية: والتي تنجم عن تجسيد المبدأ الواحد في: شعب، أو أرض، أو شخص بعينه، يصبح مركز القداسة ويستبعد بقية الموجودات، ومن هنا تولد الثنائية الصلبة.

ب-وحدة الوجود الكونية: والتي تظهر حينما يتسع نطاق وحدة الوجود، ويحل المبدأ الواحد في كل الموجودات، وتظهر الحلولية السائلة الشاملة. (ص 98)

بين رؤيتين للعالم

تدور معظم رؤى العالم، كما يعتقد المؤلف، حول عنصرين اثنين: الإله من جهة، والإنسان والطبيعة؛ أي العالم من جهة أخرى. والاختلاف بين المنظومتين، يرتكز على الاختلاف بين رؤيتين للإله، تتفرعان إلى إجابات متضادة عن علاقته بالإنسان وبالعالم، وكيفية تواصله مع المخلوقات.

ويمكن القول، إن الركيزة الأساسية في كل من المنظومتين، هي تصورهما لطبيعة الإله، وعلاقته بالإنسان والطبيعة. (ص 54) وينتج عنهما، إجابتان للإشكاليات التي تواجه الإنسان:

1- الإجابة الحلولية الكمونية الواحدية التي تدور في إطار المرجعية الكامنة، وهي الإجابة الإلحادية.

2- الإجابة التوحيدية، التي تدور في إطار المرجعية المتجاوزة، وهي الإجابة الإيمانية.

أولاً: الرؤية الحلولية الكمونية

مذهب الحلول أو الكمون (أو الحلولية الكمونية الواحدية، أو وحدة الوجود)، هو المذهب القائل بأن الإله والعالم (الإنسان والطبيعة) مكون من جوهر واحد، ومن ثم فهو عالم متماسك بشكل عضوي مصمت، لا تتخلّله أية ثغرات، ولا يعرف الانقطاع، ويتسم بالواحدية الصارمة، ويمكن ردّ كل الظواهر فيه، مهما بلغ تنوعها وانعدام تجانسها، إلى مبدأ واحد كامن في العالم، هو مصدر وحدة الكون وتماسكه ومصدر حياته وحيويته، وهو القوة الدافعة له الكامنة فيه، ويمكن تفسير كل شيء من خلاله. (ص 43-44)

فلم يعد الإله في مقابل الكون، وإنما أصبح هو الكون، ولم يعد الإنسان في مقابل الطبيعة؛ إذ أصبح الإنسان والطبيعة شيئاً واحداً، مهما اختلف الاسم. (ص ص 53-54)

وفي هذا المذهب، تبدأ المسافة بين الإنسان والإله بالتناقص، إلى أن تلاشى تماماً، حتى تصل إلى مرحلة وحدة الوجود، من خلال متتالية زمنية تبدأ ب: حلول الإله في العالم دون امتزاج تام، ثم مرحلة شبه اختفاء المسافة بين الإله والعالم- وأخيراً، مرحلة وحدة الوجود والحلولية الكمونية الواحدية، فيتوحد الإله بالمادة تماما، ولا توجد مسافة البتة. (ص 51-53)

الحلولية الصلبة والحلولية السائلة

يعتقد المؤلف أن الحلولية في الحضارة الغربية، مرت بمرحلتين:

الأولى: مرحلة الفكر الإنساني الهيوماني، التي تعبر عن الحلولية الصلبة، والتي تترجم نفسها إلى ثنائية الإنسان/الطبيعة؛ إذ يصبح الإنسان موضع الحلول والكمون، وتجسيداً للمبدأ الواحد. ولكن ما يحدث في واقع الأمر أن الإنسان الغربي، هو الذي يصبح موضع الحلول والكمون، في مقابل بقية البشر والطبيعة. لذلك، فقد ارتبط الفكر الإنساني الهيوماني بالمرحلة الإمبريالية في الحضارة الغربية، وإن كان هذا الارتباط في تصوره ارتباطاً تزامنيا عرضياً. وقد ظلت هذه المرحلة حتى نهاية القرن التاسع عشر.

والثانية: الحلولية الكمونية الشاملة السائلة، التي بدأت تؤكد نفسها منذ ظهور نتشه، وهو يعتقد، أنه منذ ستينيات القرن العشرين، مع حركة الحب المرسل، وتصاعد معدلات الاستهلاكية، والنسبية الأخلاقية والمعرفية، بدأ ظهور الإنسان الجسدي، وبدأت تسود الحلولية الكمونية السائلة المادية، التي تترجم نفسها بالدرجة الأولى، إلى هجوم على المركز، أي مركز، وإلى فكر ما بعد الحداثة. (ص ص 89-90). وهو يعتبر، أن الهيجلية، هي أكثر الصيغ الحلولية الكمونية شمولاً. (ص 144-146)


للكاتب/المؤلف : عبد الوهاب المسيري .
دار النشر : الشبكة العربية للأبحاث والنشر .
سنة النشر : 2018م / 1439هـ .
عدد مرات التحميل : 953 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الجمعة , 6 مايو 2022م.

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

في عالمنا المعولم ما بعد الحداثي، الذي يهجم بضراوة على كل ما يجعل الإنسان إنساناً، عبر موجات عاتية من المادية الاستهلاكية، التي تدمّر البيئة، وتحول الإنسان إلى وسيلة، وتستعبد الأمم والمجتمعات عبر ثقافة مادية شاملة، تسعى إلى جعل العالم كله سوقاً كبيرة، تتسع لجشع الإمبريالية الغربية وأسواقها وشركاتها التي لا تشبع، نحتاج إلى مناهج تفسيرية قادرة على كشف طبيعة هذا العالم، وكيفية التعامل معه، تستمد من تقاليدنا الحضارية، وتستفيد من الرؤى الإنسانية المختلفة.

ومن هنا، حاجتنا إلى فكر عبد الوهاب المسيري، الذي نذر عمره للدفاع عن الإنسان، ضد المادية الغربية، ومركزيتها المفرطة التي شوهت الإنسان، واستعبدته، ودمرت وشردت شعوباً، لتؤسس مجدها، وتراكم ثروتها. فقد أدرك المسيري، بعد رحلة طويلة مع الفكر الغربي، أن هناك حاجة ترقى إلى مرتبة الضرورة، لتطوير نماذج تحليلية للتعامل مع النموذج الحضاري الغربي. والدفاع عن الإنسان ضد طغيان المادية التي غزت كل جوانب الحياة، اقتناعاً منه بفشل النموذج المادي في تفسير ظاهرة الإنسان، وإدراك لأهمية البعد الديني في حياة الإنسان.[1]

يحلل المسيري، في محاور الكتاب التسعة، الحلولية ووحدة الوجود، في علاقتهما برؤية الكون والنظرة للإنسان والإله، وعلاقتهما باللغة والمجاز، وبالعلمانية والاستهلاكية والإباحية، والحرفية والأصولية في تفسير النصوص.

الحلولية والعلمانية في فكر المسيري

تعدّ كلا من الحلولية والعلمانية الشاملة، النموذجين الأساسيين في كتابات المسيري، بعد أن رفض الموضوعية المتلقية، وتبنى تصوراً للعقل، بحسبانه كياناً توليدياً، وللنموذج بحسبانه أداة تحليلية مناسبة[2]، وهو يحاول في هذا الكتاب، بيان كيف أنبتت شجرة الحلولية المادية، العلمانية الشاملة وما بعد الحداثة، بسيولتها التي لا حد لها ولا قعر.

مفهوم الحلول

بداية ينبهنا المؤلف، في تمهيد الكتاب، أن هناك عددا من المصطلحات، تستخدم للإشارة إلى مفهوم الحلول، من أهمها: الحلولية، وحدة الوجود، الكمون، الباطن أو الباطنية، المحايثة، الاتحاد، الفناء، الفيضية، التجسد، المبدأ الحيوي، إسقاط الصفات الإنسانية على كل الكائنات، الماكروكوزم (الكون الأكبر) والمايكروكوزم (الكون الأصغر، أي الإنسان).

وأن الحقل الدلالي لكل هذه المصطلحات، يفترض أن التنوع والثنائيات (خالق/مخلوق، مطلق/ نسبي. إلخ)، هي أمور تنتمي إلى عالم الظاهر، وما يحدث أن طرفي الثنائية يتصلان ثم يمتزجان، ويفنى أحدهما في الآخر ويذوب، حتى يكونا كلاًّ واحداً عضوياً، لدرجة يستحيل معها التمييز بينهما، فيختفي الحيز الإنساني، ثم الحيز الطبيعي (الناجمان عن انفصال الخالق عن المخلوق)، ويظهر في العالم جوهر واحد فيصبح عالماً واحدياً، ليدخل بنا بعدها إلى عالم الحلولية ووحدة الوجود، باعتبارهما الأكثر شيوعاً للحقل الدلالي الذي تصفه كل هذه المصطلحات. (ص ص 23-24)

ما الحلولية؟

مفهوم الحلولية، يشير، كما يوضح المؤلف، إلى أن الإله والعالم ممتزجان، وأنه هو والقوة الداخلية الفاعلة في العالم (الدافعة للمادة الكامنة فيها) شيء واحد، وأن هناك جوهراً واحداً في الكون، وهو الأمر الذي يسم المذاهب الحلولية، بالواحدية الصارمة، وإنكار الثنائيات الفضفاضة التكاملية، والسقوط في الثنائيات الصلبة، أو الاثنينية، وإنكار الحيز الإنساني. (ص ص 25-26)

وحدة الوجود: ثمرة الحلولية

تشير "وحدة الوجود" التي هي ثمرة الحلولية ونتيجتها النهائية، -كما يقول المؤلف-، إلى أن كل الموجودات هي "الإله"، وأن "الإله" هو كل الموجودات، وهما حقيقة واحدة، وهي نوعان:

ا-وحدة الوجود الجزئية: والتي تنجم عن تجسيد المبدأ الواحد في: شعب، أو أرض، أو شخص بعينه، يصبح مركز القداسة ويستبعد بقية الموجودات، ومن هنا تولد الثنائية الصلبة.

ب-وحدة الوجود الكونية: والتي تظهر حينما يتسع نطاق وحدة الوجود، ويحل المبدأ الواحد في كل الموجودات، وتظهر الحلولية السائلة الشاملة. (ص 98)

بين رؤيتين للعالم

تدور معظم رؤى العالم، كما يعتقد المؤلف، حول عنصرين اثنين: الإله من جهة، والإنسان والطبيعة؛ أي العالم من جهة أخرى. والاختلاف بين المنظومتين، يرتكز على الاختلاف بين رؤيتين للإله، تتفرعان إلى إجابات متضادة عن علاقته بالإنسان وبالعالم، وكيفية تواصله مع المخلوقات.

ويمكن القول، إن الركيزة الأساسية في كل من المنظومتين، هي تصورهما لطبيعة الإله، وعلاقته بالإنسان والطبيعة. (ص 54) وينتج عنهما، إجابتان للإشكاليات التي تواجه الإنسان:

1- الإجابة الحلولية الكمونية الواحدية التي تدور في إطار المرجعية الكامنة، وهي الإجابة الإلحادية.

2- الإجابة التوحيدية، التي تدور في إطار المرجعية المتجاوزة، وهي الإجابة الإيمانية.

أولاً: الرؤية الحلولية الكمونية

مذهب الحلول أو الكمون (أو الحلولية الكمونية الواحدية، أو وحدة الوجود)، هو المذهب القائل بأن الإله والعالم (الإنسان والطبيعة) مكون من جوهر واحد، ومن ثم فهو عالم متماسك بشكل عضوي مصمت، لا تتخلّله أية ثغرات، ولا يعرف الانقطاع، ويتسم بالواحدية الصارمة، ويمكن ردّ كل الظواهر فيه، مهما بلغ تنوعها وانعدام تجانسها، إلى مبدأ واحد كامن في العالم، هو مصدر وحدة الكون وتماسكه ومصدر حياته وحيويته، وهو القوة الدافعة له الكامنة فيه، ويمكن تفسير كل شيء من خلاله. (ص 43-44)

فلم يعد الإله في مقابل الكون، وإنما أصبح هو الكون، ولم يعد الإنسان في مقابل الطبيعة؛ إذ أصبح الإنسان والطبيعة شيئاً واحداً، مهما اختلف الاسم. (ص ص 53-54)

وفي هذا المذهب، تبدأ المسافة بين الإنسان والإله بالتناقص، إلى أن تلاشى تماماً، حتى تصل إلى مرحلة وحدة الوجود، من خلال متتالية زمنية تبدأ ب: حلول الإله في العالم دون امتزاج تام، ثم مرحلة شبه اختفاء المسافة بين الإله والعالم- وأخيراً، مرحلة وحدة الوجود والحلولية الكمونية الواحدية، فيتوحد الإله بالمادة تماما، ولا توجد مسافة البتة. (ص 51-53)

الحلولية الصلبة والحلولية السائلة

يعتقد المؤلف أن الحلولية في الحضارة الغربية، مرت بمرحلتين:

الأولى: مرحلة الفكر الإنساني الهيوماني، التي تعبر عن الحلولية الصلبة، والتي تترجم نفسها إلى ثنائية الإنسان/الطبيعة؛ إذ يصبح الإنسان موضع الحلول والكمون، وتجسيداً للمبدأ الواحد. ولكن ما يحدث في واقع الأمر أن الإنسان الغربي، هو الذي يصبح موضع الحلول والكمون، في مقابل بقية البشر والطبيعة. لذلك، فقد ارتبط الفكر الإنساني الهيوماني بالمرحلة الإمبريالية في الحضارة الغربية، وإن كان هذا الارتباط في تصوره ارتباطاً تزامنيا عرضياً. وقد ظلت هذه المرحلة حتى نهاية القرن التاسع عشر.

والثانية: الحلولية الكمونية الشاملة السائلة، التي بدأت تؤكد نفسها منذ ظهور نتشه، وهو يعتقد، أنه منذ ستينيات القرن العشرين، مع حركة الحب المرسل، وتصاعد معدلات الاستهلاكية، والنسبية الأخلاقية والمعرفية، بدأ ظهور الإنسان الجسدي، وبدأت تسود الحلولية الكمونية السائلة المادية، التي تترجم نفسها بالدرجة الأولى، إلى هجوم على المركز، أي مركز، وإلى فكر ما بعد الحداثة. (ص ص 89-90). وهو يعتبر، أن الهيجلية، هي أكثر الصيغ الحلولية الكمونية شمولاً. (ص 144-146)

ثانياً: الرؤية التوحيدية

طور المسيري، مفهوم المسافة: التي تفصل بين الإنسان والطبيعة، وبين الخالق والمخلوق، وبين الجسد والروح، في مقابل الواحدية المادية التي تذهب إلى أن العالم بأسره (الإنسان والطبيعة) جوهر واحد[3]، وهو يرى هذا المفهوم، باعتباره جوهر النسق التوحيدي الإسلامي. (ص ص 235-236)

فالتوحيد، هو الإيمان بإله واحد، قادر فاعل عادل، قائم بذاته، واجب الوجود، منزه عن الطبيعة والتاريخ والإنسان، بائن عن خلقه، مغاير للحوادث؛ فهو مركز الكون، المفارق له، الذي يمنحه التماسك، ويمنح الإنسان الاستقلال عن سائر الموجودات، والمقدرة على الاختيار، وعلى تجاوز عالم المادية، وذاته الطبيعية المادية. أما الحلولية الكمونية، فهي الإيمان بإله حال كامن في الطبيعة والإنسان والتاريخ؛ أي إن مركز الكون كامن فيه. فالتوحيد عكس الحلولية الكمونية. (ص 49)

وفي هذه المنظومة، يمكن رؤية أن الإنسان والإله، تفصل بينهم: ثغرة، أو مسافة، أو مساحة، ولكن توجد بينهما علاقة؛ فالإله قد كرّم الإنسان، ونفخ فيه من روحه عنصراً ربانياً حوله من مادة محضة، وجسد أصم، إلى جسد وعقل وروح، وعلمه الأسماء كلها، ثم وضعه في مركز الكون؛ أي استخلفه فيه حسب التعبير الإسلامي.

ومركزية الإنسان، هذه، مستمدة من علاقته بالإله، ومن العنصر الرباني الذي يسري فيه. ومن ثم فالثغرة ليست هوة، والمسافة ليست فراغاً، وإنما هي المجال الذي يتفاعل فيه الخالق مع مخلوقاته، ويتفاعل فيه الإنسان مع الإله والطبيعة.



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


عبد الوهاب المسيري
عبد الوهاب المسيري
Abdelwahab Elmessiri
مفكر وعالم اجتماع مصري مسلم، وهو مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين. الذي استطاع من خلالها برأي البعض إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، مستخدماً ما طوره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج التفسيرية، أما برأي البعض الآخر فقد كانت رؤيته في موسوعته متحيزة لليهود، ومتعاطفة إلى حد كبير مع مواقفهم تجاه غير اليهود، بل وصفها البعض بأنها تدافع عن اليهود. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ اليد الخفية - دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية ❝ ❞ العلمانيه تحت المجهر ❝ ❞ من هو اليهودي ❝ ❞ العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة - المجلد الاول ❝ ❞ موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ❝ ❞ اغنيات الى الاشياء الجميله ❝ ❞ العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة - المجلد الثانى ❝ ❞ البروتوكولات واليهودية والصهيونية ❝ ❞ رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ دار المعارف ❝ ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ❝ ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار الفكر العربي بمصر ❝ ❞ دار الفكر المعاصر ❝ ❞ دار الشروق ❝ ❞ الشبكة العربية للأبحاث والنشر ❝ ❞ تنوير للنشر والإعلام ❝ ❱.



كتب اخرى في الفكر والفلسفة

الحتمية التنويرية - مدخل التزامن الحضاري PDF

قراءة و تحميل كتاب الحتمية التنويرية - مدخل التزامن الحضاري PDF مجانا

ميراث الغائب: قراءة في الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية PDF

قراءة و تحميل كتاب ميراث الغائب: قراءة في الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية PDF مجانا

طريق الفيلسوف PDF

قراءة و تحميل كتاب طريق الفيلسوف PDF مجانا

تأملات ديكارتية أو المدخل إلى الفينومينولوجيا PDF

قراءة و تحميل كتاب تأملات ديكارتية أو المدخل إلى الفينومينولوجيا PDF مجانا

نيتشة سيرة فكرية PDF

قراءة و تحميل كتاب نيتشة سيرة فكرية PDF مجانا

الرياض الخزعلية في السياسة الإنسانية PDF

قراءة و تحميل كتاب الرياض الخزعلية في السياسة الإنسانية PDF مجانا

الوجيز في الفلسفة PDF

قراءة و تحميل كتاب الوجيز في الفلسفة PDF مجانا

تيارات الفكر الفلسفي من القرون الوسطى حتى العصر الحديث PDF

قراءة و تحميل كتاب تيارات الفكر الفلسفي من القرون الوسطى حتى العصر الحديث PDF مجانا

المزيد من الفكر والفلسفة في مكتبة الفكر والفلسفة , المزيد من النجاح وتطوير الذات في مكتبة النجاح وتطوير الذات , المزيد من مقارنة الأديان في مكتبة مقارنة الأديان , المزيد من السياسة في مكتبة السياسة , المزيد من علم النفس في مكتبة علم النفس , المزيد من الهندسة الشاملة في مكتبة الهندسة الشاملة , المزيد من محمد صلى الله عليه وسلم في مكتبة محمد صلى الله عليه وسلم , المزيد من أوراق المؤتمرات والملتقيات العلمية في مكتبة أوراق المؤتمرات والملتقيات العلمية , المزيد من غير مصنفة في مكتبة غير مصنفة
عرض كل المكتبة التجريبية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..