رغم أن الجرائم الوحشية ليست أمرًا نادرًا، فالتاريخ مليء بها إن لم نقل أنها تحدث حاليًا في شوارع وأزقة بعض المدن، فالمجرم ليس شخصًا غريبًا إنما هو الإنسان إن توفرت له ظروف مواتية لإظهار غريزته العدوانية، فبتعبير يونغ كل شخص يحتوي مجرمًا وقديسًا كما يحتوي على أنوثة وذكورة.
وما يهمنا هنا هو استعراض الوحشية : من صلب الزنادقة وحرق الساحرات إلى رجم الزناة وبث شرائط وصور الذبح والتقتيل، وسواء كانت هذه الأخيرة واقعية أو مُلفقة، فالأهم هو معرفة الدافع للقيام باستعراض العقاب. ما يأخدنا للحديث عن التهديد باعتباره لغة تخويف موجهة للكائن للحد من تصرفات معينة، وذلك بإخباره أو عرض العقوبة التي ستطاله.
ولزيادة توضيح هذا الأمر فلنسترجع قصص الملوك (سواء الواقعية أو الخرافية)، عندما يُزعج أحد الرعايا الملك أو يُغضبه فإنه يأمر فورًا بقتله دون تردد، لكنه يلتجىء للتهديد لدى دخوله في صراع مع ملك آخر بدل الأمر بالقتل فورًا. فما السبب ؟ إنه العجز، فقتل الملك لن يتم بالنفس السهولة، زيادة على أن البدء بفعل عدواني : إعلان عن حرب طرفين، وقد ينهزم الملك في الحرب (كاختبار) ويَظهر ضعفه حينذاك. لهذا يلتجأ الإنسان عند خوفه من المواجهة للتهديد كمحاولة لإخافة الخصم والسيطرة عليه، وبنفس الوقت إخفاء الخوف الداخلي. فالتهديد محاولة لكبح سلوك الآخر حتى لا يضعنا في موقف قد يكشف عن ضعفنا. حمودة إسماعيلي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العقد النفسية الأكثر إنتشارا فى العالم ❝ ❞ عقدة بيكاسو ❝ ❞ الإنسان السادي ❝ الناشرين : ❞ دار اكتب للنشر والتوزيع ❝ ❱ من الصحة النفسية - مكتبة كتب التنمية البشرية.
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
وصف الكتاب : رغم أن الجرائم الوحشية ليست أمرًا نادرًا، فالتاريخ مليء بها إن لم نقل أنها تحدث حاليًا في شوارع وأزقة بعض المدن، فالمجرم ليس شخصًا غريبًا إنما هو الإنسان إن توفرت له ظروف مواتية لإظهار غريزته العدوانية، فبتعبير يونغ كل شخص يحتوي مجرمًا وقديسًا كما يحتوي على أنوثة وذكورة.
وما يهمنا هنا هو استعراض الوحشية : من صلب الزنادقة وحرق الساحرات إلى رجم الزناة وبث شرائط وصور الذبح والتقتيل، وسواء كانت هذه الأخيرة واقعية أو مُلفقة، فالأهم هو معرفة الدافع للقيام باستعراض العقاب. ما يأخدنا للحديث عن التهديد باعتباره لغة تخويف موجهة للكائن للحد من تصرفات معينة، وذلك بإخباره أو عرض العقوبة التي ستطاله.
ولزيادة توضيح هذا الأمر فلنسترجع قصص الملوك (سواء الواقعية أو الخرافية)، عندما يُزعج أحد الرعايا الملك أو يُغضبه فإنه يأمر فورًا بقتله دون تردد، لكنه يلتجىء للتهديد لدى دخوله في صراع مع ملك آخر بدل الأمر بالقتل فورًا. فما السبب ؟ إنه العجز، فقتل الملك لن يتم بالنفس السهولة، زيادة على أن البدء بفعل عدواني : إعلان عن حرب طرفين، وقد ينهزم الملك في الحرب (كاختبار) ويَظهر ضعفه حينذاك. لهذا يلتجأ الإنسان عند خوفه من المواجهة للتهديد كمحاولة لإخافة الخصم والسيطرة عليه، وبنفس الوقت إخفاء الخوف الداخلي. فالتهديد محاولة لكبح سلوك الآخر حتى لا يضعنا في موقف قد يكشف عن ضعفنا. للكاتب/المؤلف : حمودة إسماعيلي . دار النشر : دار اكتب للنشر والتوزيع . سنة النشر : 2020م / 1441هـ . عدد مرات التحميل : 1840 مرّة / مرات. تم اضافته في : الثلاثاء , 5 أكتوبر 2021م.
تعليقات ومناقشات حول الكتاب:
ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:
مهلاً ! قبل تحميل الكتاب .. يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf يمكن تحميلة من هنا 'تحميل البرنامج'
نوع الكتاب : . اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عفواً.. تم ازالة الكتاب تلبية لرغبة الناشر بعدم نشر هذا الكتاب ،، يمكنكم شراؤه من دار النشر